الأعضاء ▼
» قائمة الأعضاء
» أفضل 20 عضو
» أفضل أعضاء اليوم
ما الجديد؟
» جميع مشاركاتي
» مواضيع لم يرد عليها
اسألة شائعة
الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
تذكرني
| نسيت كلمة السر؟
تم تفعيل الدومين والحمدلله ترقبوا اخر عروضنا .. admin
نحن فرع لمعهد ون ويب 1weeb.com
يتم تفعيل الاعضاء اول باول من قبل الادارة ويمكنك تفعيل نفسك بنفسك
آخر المواضيع
»
المنتدى للبييع
السبت مارس 30, 2013 11:49 am
»
محاربة الإنفلونزا القاتلة خلال ساعتين
الجمعة فبراير 08, 2013 2:36 pm
»
الجنين لايحس بالألم حتى مرور 29 أسبوعاً'
الجمعة فبراير 08, 2013 2:35 pm
»
أثناء الصيام تدليك البشرة بفرشاة جافة يساعد على تخليص الجسم من السموم
الجمعة فبراير 08, 2013 2:34 pm
»
اضطرابات الدم النزفية - أعراضها و مسبباتها وعلاجها
الجمعة فبراير 08, 2013 2:34 pm
»
لا حاجة للسكّاتة مع الرضاعة الطبيعية
الجمعة فبراير 08, 2013 2:33 pm
»
×هام× قوانين قسم بيع وشراء المواقع .
الجمعة ديسمبر 28, 2012 9:33 am
»
×هام× قوانين قسم بيع وشراء Page Fb .
الجمعة ديسمبر 28, 2012 9:33 am
»
×هام× قوانين قسم بيع وشراء Chat شات .
الجمعة ديسمبر 28, 2012 9:32 am
»
×هام× قوانين قسم بيع وشراء استضافات .
الجمعة ديسمبر 28, 2012 9:30 am
خطبة الجمعة 1
best of joy
عضو مميز
عدد المساهمات
:
150
الإثنين يوليو 09, 2012 11:42 pm
الحج رحلة قلوب لا رحلة أبدان
الأضحية و شروط صحتها
لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي
الحمد
لله نحمده ، ونستعين به ، ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا ، من يهده الله فلا مُضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إقراراً بربوبيته ، وإرغاماً
لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ،
سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر ، أو سمعت أذن بخبر ، اللهم صلِّ
وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أمناء دعوته
وقادة ألويته و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات
الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات
القربات .
أيها الأخوة الكرام ، لا شك
أنكم متيقنون أن الموضوع عن الحج ، لأننا على مشارف عرفات ، فالحج كما
تعلمون هو الفريضة البدنية المالية الشعائرية ، وهي في حقيقتها ظاهرها أن
تسافر إلى بيت الله الحرام ، وأن تطوف وتسعى ، وأن تقف في عرفات ، لكن
حقيقتها رحلة قلوب لا رحلة أبدان ، رحلة نفوس لا رحلة أشباح ، لأن الله
سبحانه وتعالى يقول :
﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي
بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا
لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي
إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُون ﴾.
( سورة إبراهيم )
الصلاة
من أجل أن تتصل بالله ، والصيام من أجل أن تتصل بالله ، والزكاة من أجل أن
تتصل بالله ، والحج من أجل أن تتصل بالله ، لكن الصلوات الخمس يومياً ،
وخطبة الجمعة أسبوعياً ، ورمضان من عام إلى عام ، أما عبادة العمر هي رحلة
الحج .
النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(( أنا دعوة أبي إبراهيم )) .
[البيهقي في شعب الإيمان عن العرباض]
﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ ﴾ .
( سورة البقرة الآية : 129 )
(( وبشارة أخي عيسي )) .
[البيهقي في شعب الإيمان عن العرباض]
﴿ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (6) ﴾
(سورة الصف)
(( ورأت أمي حين حملتني أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى )) .
[البيهقي في شعب الإيمان عن العرباض]
والله
أيها الأخوة ، هناك مؤامرات على هذا الدين من ألف وخمسمئة عام تنهد لها
الجبال ، ومع ذلك بقي الدين شامخاً ، وكل الفرق الضالة في الوحل ، الفرق
الضالة تؤله الأشخاص ، وتخفف التكاليف ، وتعتمد على نصوص ضعيفة أو موضوعة ،
ثم إنها ذات نزعة عدوانية ، أربع صفات تجمع كل فرقة ضالة ظهرت ، أين
القرامطة ؟ آلاف الفرق الضالة جاءت وأرادت تحويل هذا الدين العظيم تلاشت
واندثرت ، وبقي هذا الدين شامخاً ، وعظمة هذا الدين أنه كلما كافحته يزداد
قوة ، كان من الممكن أن يكون الكفار في كوكب آخر ، الله عز وجل على كل شيء
قدير ، وكان من الممكن أن يكونوا في قارة أخرى ، أو في حقبة أخرى ، ولكن
شاءت حكمة الله وهذا قراره الحكيم أن نعيش معاً ، ومعنى أن نعيش معاً أن
هناك معركة أزلية أبدية بين الحق والباطل ، لماذا ؟ لأن الحق لا يقوى إلا
بالتحدي ، كلما تحديته ازداد قوة ، ولأن الحق لا يستحق أهله الجنة إلا
بالبذل والتضحية هذا الحديث الرائع :
(( أنا دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة أخي عيسي ، ورأت أمي حين حملتني أنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى )) .
[البيهقي في شعب الإيمان عن العرباض]
مناسك الحج من شعائر الله ، قال تعالى :
﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ .
( سورة الحج )
قال بعض العلماء : أداء الشعيرة شيء وتعظيمها شيء آخر :
﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ .
( سورة الحج )
من
تعظيمها أن يؤديها الحاج كما فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، من
تعظيمها أن تؤديها على شوق وطيب نفس ، من تعظيمها ألا تتأفف وألا تتململ
منها ، من تعظيمها أن يؤديها الحاج وأن يتمنى أن يؤديها كل عام .
أيها
الأخوة ، الشيء المؤسف أشد الأسف أن الحاج يأتي من الحج تقام له الزينات ،
يحدثك عن كل شيء إلا الحج ، إلا عن هذه المشاعر ، هي مشاعر مقدسة معنى
مقدسة أنها بوتقة ينصهر بها قلب المؤمن حتى يتخلص من أدرانه ويعود طاهراً
كيوم ولدته أمه ، يعود نقي القلب ، صافي النفس ، تلك هي الغاية الكبرى من
الحج ، أرقى عبادة كأنها مستوى جامعي كبير .
أيها الأخوة الكرام ، يقول ربنا جلّ جلاله :
﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ ﴾
(سورة المائدة الآية : 97)
تقوم حياتهم ، يقوم إيمانهم ، تقوم مبادئهم ، تقوم قيمهم :
﴿
جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ
وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ﴾
دقق الآن :
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ﴾ .
( سورة الطلاق )
﴿ لِتَعْلَمُوا ﴾ .
( سورة الطلاق )
علة خلق السماوات والأرض أن تعلم أي أن تعرف الله :
﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾ .
( سورة الطلاق )
أنت
حينما تعلم أن الله يعلم وسيحاسب وسيعاقب تستقيم على أمره ، بالضبط حينما
توقن أن الله يعلم ، وسيحاسب ، وسيعاقب ، لا يمكن أن تعصيه ، أنت لا تعصي
إنساناً من بني جلدتك هو أقوى منك ، وعلمه يطولك ، وقدرته تطولك ، مستحيل ،
أبسط مثل تقف على الإشارة الحمراء والشرطي واقف ، شرطي آخر على دراجة ،
ضابط مرور في السيارة ، وأنت مواطن عادي ، هل يمكن أن تتجاوز الإشارة ؟
لأنك موقن أشد اليقين أن علم واضع القانون يطولك من خلال هذا الشرطي ، وأن
قدرته على سحب الإجازة وإيقاع أشد العقوبات تطولك ، بحسب فطرتك ، أنت حينما
توقن أن علم الله يطولك ، وأن قدرته تطولك ، تستقيم على أمره ، وهذا الحج :
﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ (97) ﴾
( سورة المائدة)
من
أجل ألا تتحرك بعد أن تأتي من الحج إلا وأنت موقن أن هذه الحركة يعلمها
الله ، هل عندك جواب لله لما غضبت ؟ لما رضيت ؟ لما وصلت ؟ لما قطعت ؟ لما
سالمت ؟ لما عاديت ؟ لما طلقت ؟
﴿ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ (97) ﴾
( سورة المائدة)
﴿ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(16) ﴾
( سورة الحجرات)
أيها
الأخوة الكرام ، من أدق ما قاله المفسرون : إن المسلم بحجِ بيت الله
الحرام ، وتعظيمِ شعائر الله ، وعقدِ العزم على طاعة الله ، واتباعِ سنة
نبيه صلى الله عليه وسلم ، تقوم وتتحقق مصالحه في الدنيا والآخرة ، وعندئذ
تتوقف المعالجة الإلهية لقوله تعالى :
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ ﴾ .
( سورة النساء الآية : 147 )
هذا الكون سخره الله تسخير تعريف وتكريم ، تعريف :
((هلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ))
[ أبو داود عن قتادة]
أي
شيء أمامك له وظيفتان ؛ وظيفة نفعية أتقنها الغرب ، ووظيفة إرشادية أتقنها
المسلمون الأوائل ، وينبغي أن تجمع بين الوظيفتين ، أن تنتفع بما خلق الله
عز وجل ، وأن تكون هذه الأشياء دليلاً إلى عظمة الله والإيمان به .
يقول الله عز وجل :
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ ﴾ .
( سورة النساء الآية : 147 )
لأن
هذا الكون مسخر لك تسخيرين ، تسخير تعريف وتسخير تكريم ، ردّ فعل التعريف
أن تؤمن ، وردّ فعل التكريم أن تشكر ، فإذا آمنت وشكرت حققت الهدف من وجودك
.
يخلع الحاج ملابسة المَخيطة والمُحيطة ، ولا يعرف الإنسان قيمة
هذه الثياب المخيطة والمحيطة إلا إذا ارتدى ثياب الإحرام ، والتي تعبر بشكل
أو بآخر عن دنياه ، عن حجمه المالي ، عن مرتبته الاجتماعية ، عن مرتبته
الوظيفية ، بل عن درجته العلمية ، والدينية ، هذه الملابس جزء من دنيا
الإنسان ، لو كان بالسلك العسكري يضع النياشين ، لو كان مدني ثياب من أغلى
الأنواع ، الثياب تعبر عن مالك ، وعن مرتبتك ، وعن علمك أحياناً ، هناك
ثياب خاصة لمدرسي الجامعات ، للقضاة ، هذه الثياب تعبر عن دنياك ، عن
مكاسبك ، عن مرتبتك ، عن حجمك المالي ، أمرك الله أن تخلعها وكأنك بهذا
خلعت الدنيا كلها ، فيستوي في الطواف وفي السعي وفي عرفات أغنى الأغنياء
وأفقر الفقراء ، يستوي أقوى الأقوياء وأضعف الضعفاء .
أيها
الأخوة ، هذه الملابس المَخيطة والمحيطة ، تعبر عن نوع انتمائه إلى أمةٍ ،
هناك ثياب للهنود ، ثياب للباكستانيين ، تعبر عن انتمائه إلى أمة ، إلى
شعبٍ ، إلى قبيلةٍ ، إلى عشيرةٍ ، فلو بقي المسلم بلباسه لبقي ملتصقاً
بدنياه ، أو بقبيلته ، أو بطبقته ، أو بمَنْ على شاكلته ، ولكن الإسلام
لحكمةٍ كبيرة شرع اللون الواحد ، ثياب ليست مَخيطة ولا محيطة والتصميم واحد
، حتى تختفي الهوية الشخصية ، ويبدو البشر كياناً واحداً ، ومن ثم تتعامل
معهم بدافع إنساني خالص ، بعدما ذابت الفروق الطبقية ، والهويات الإقليمية ،
والانتماءات المتعددة ، ليبرز هذا اللباس لوناً واحداً هو الإنسان على
فطرته السليمة في مواجهة خالقه الواحد الديان .
وبعد أن يخلع الحاج
ثيابه المَخيطة والمحيطة ، ويرتدي الإحرام الموحد ، يدخل في أفق الممنوعات ،
ففي باطنه ممنوع أن يفكر في شيء يؤذي الحرم ، تفكير ، ممنوع أن يفكر في
شيء يؤذي الحرم ، ومع الناس ، فلا رفث ، ولا فسوق ، ولا جدال في الحج ،
ومع الحيوان ، فلا يُصطاد ، ولا يقتل ، ومع النبات فلا يقطع ، ولا يشوه ،
ومع الحجر فلا يكسر ، ولا يقتلع ، هذه الممنوعات التي هي من لوازم الإحرام ،
ليكون الحج سلاماً دائماً إلى كل الخلائق ، لذلك رأى النبي عليه الصلاة
والسلام جنازة فقال :
(( مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ ،
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ
مِنْهُ ؟ قَالَ : الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ
الدُّنْيَا وَأَذَاهَا إِلَى رَحْمَةِ اللَّهِ ، وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ
يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ )) .
[ متفق عليه عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ الْأَنْصَارِيِّ]
هؤلاء
الطغاة الذين يقصفون ، ويدمرون ، ويحتلون ، وينهبون ، إذا مات أو انتهت
ولايته كلاهما سيان ، يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلَادُ
وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ ، جماد نبات حيوان إنسان ، هذه التقسيمات
الأصلية .
أيها الأخوة ، الحاج المحرم يُحظَر
عليه لُبسُ المخيط من الثياب ، ويُحظر عليه التطيُّبُ بكل أنواع الطيب ،
ويُحظر عليه الحلقُ والتقصيرُ ، ويُحظر عليه مقاربةُ المُتَعِ التي أُبيحت
له خارجَ الحج ، كلُّ ذلك ليُحْكِمَ اتصالَه بالله ، أحياناً بالفيزياء حتى
نعلم أثر عامل واحد نجمد بقية العوامل ، نسكنها ، لو أن الحج في مكان في
سويسرا فرضاً ، يختلط الحاج مع السائح ، لو كان على مدار العام ما في
ازدحام ، في بلاد جميلة ، هواء لطيف ، مناظر خلابة ، وديان خضراء ، بحيرات
رائعة ، الله عز وجل جعل الحج في وادٍ غير ذي زرع ، لا يوجد منظر ممتع لكن
في صلة بالله ، جمد لك كل عوامل اللذة والسعادة في الدنيا وحرك عاملاً
واحداً هو الاتصال بالله عز وجل .
لذلك حكمة الحج :
﴿ لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ (37) ﴾
( سورة إبراهيم )
بعيداً
عن كل مداخلة من متع الأرض ، ليتحقَّق الحاجُّ أنه إذا وصل إلى الله وصل
إلى كلِّ شيء ، هذه السكينة التي يقذفها الله في قلب المؤمن يسعد بها ولو
فقد كل شيء ، سعد بها إبراهيم وهو في النار ، وسعد بها يونس وهو في بطن
الحوت ، وسعد بها النبي عليه الصلاة والسلام وهو في الغار ، وسعد بها
أصحاب الكهف وهم في الكهف ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء وتشقى بفقدها ولو
ملكت كل شيء ، الإنسان إذا وصل إلى الله وصل إلى كل شيء :
(( ابن آدم اطلبني تجدني فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء )) .
[ مختصر تفسير ابن كثير ]
لذلك
الحاج وقد امتلأ قلبه سعادة ورضاً وصلة بالله عز وجل لسان حاله يقول : يا
رب ، ماذا فَقَدَ مَن وجدك ؟ وماذا وَجَدَ مَن فَقَدَكَ ؟ ..
إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟
أيها
الأخوة الكرام ، الحج بهذه الممنوعات ، وبهذه المناسك التي لا تظهر حكمتها
للوهلة الأولى ، لا يلبي هذه الحاجة الفطرية إلى الطيب ، إلى قص الشعر ،
إلى الاستمتاع بما أباحه الله له خارج الحج ، من أجل أن يجمد الله كل المتع
الحسية ويحرك سعادة الاتصال به ، لذلك سيدنا عمر يقول : تفقهوا قبل أن
تحجوا .
فالعبادة في حقيقتها تعني خروج العبد من مراده إلى مراد ربه .
أيها
الأخوة ، أما عرفة ، يوم عرفة من الأيام الفضلى ، تجاب فيه الدعوات ،
وتقال العثرات ، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات ، وهو يوم عظَّم الله
أمره ، ورفع على الأيام قدره ، وهو يوم فيه إكمال الدين ، وإتمام النعمة ،
ويوم مغفرة الذنوب ، ويوم العتق من النار ، إنه يوم اللقاء الأكبر بين
العبد المنيب المشتاق وبين ربه الرحيم التواب ، بين هذا الإنسان الحادث
الفاني المحدود الصغير وبين الخالق المطلق الأزلي الباقي الكبير ، وعندها
ينطلق الإنسان من حدود ذاته الصغيرة إلى رحاب الكون الكبير ، من حدود قوته
الهزيلة إلى الطاقات الكونية العظيمة ، من حدود عمره القصير إلى امتداد
الآباد التي لا يعلمها إلا الله .
فيوم عرفة يوم المعرفة ، ويوم
عرفة يوم المغفرة ، ويوم عرفة يوم تتنزل فيه الرحمات على العباد ، من خـالق
الأرض والسماوات ، وقد قيل : من وقف في عرفات ولم يغلب عـلى ظنه أن الله
غفر له فلا حج له .
من كمال العطاء أن يغفر الله لك ، وأن يلقي في
روعك أنه قبلك ، أظن جازماً أنه من وقف في عرفات مخلصاً ألقى الله في روعه
أنه قد غفر الله وعاد كيوم ولدته أمه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((
ما من أيام عند الله أفضل من عشر ذي الحجة ، فقال رجل : هــن أفضل أم من
عدتهن جهاداً في سبيل الله ؟ قال : هن أفضل من عدتهــن جهاداً في سبيل الله
، وما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ، ينـزل الله تبارك وتعالى إلى
السماء الدنيا ، فيباهي بأهل الأرض أهل السماء ، يقول انظروا عبادي جاؤوني
شعثاً غبراً ضاحين ، جاؤوني من كل فج عميق ، يرجون رحمتي ولم يروا عذابي ،
فلم يُر يوم أكثر عتيقاً من النار من يوم عرفة)) .
[صحيح ابن حبان قريبا منه عن جابر رضي الله عنه]
أيها الأخوة ، النبي عليه الصلاة والسلام في يوم عرفة قبل أن تغيب الشمس يقول:
((
يا بلال ، أَنصِت لي الناس ، فقام بلال فقال : أنصتوا لرسول الله صلى الله
عليه وسلم ، فأنصت الناس ، فقـال عليه الصلاة والسلام : معشر الناس أتاني
جبريل آنفاً فأقرأني من ربـي السلام ، وقال : إن الله عز وجل غفر لأهل
عرفات ، وأهل المشعر الحرام ، وضمن عنهم التبعات ، فقام عمر بن الخطاب رضي
الله عنه قال : يا رسول الله هذه لنا خاصة ، قال : هذه لكم ، ولمن أتى من
بعدكم إلى يوم القيامة ، فقال عمر رضي الله عنه : كثر خير الله وفاض )) .
[الترغيب والترهيب عن أنس بن مالك رضي الله عنه]
((
ما من يوم أكثـــر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة ، وإنه
ليدنو عز وجل ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ماذا أراد هؤلاء ؟ انظروا إلى
عبادي شعثاً غبراً ، اشهدوا أني غفرت لهم )) .
[مسلم عن عائشة رضي الله عنها]
أيها
الأخوة الكرام ، إن الله يغفر للحاج ، ومبالغة في إكرام الحاج ، لمن
يستغفر له الحاج ، يعني أي خدمة تقدمها للحاج قبل سفره أو بعد مجيئه ، أي
خدمة تقدمها له والحاج امتلأ قلبه امتناناً منك واستغفر لك هذه عند الله
ثابتة .
أيها الأخوة :
(( ما رئي الشيطان
يوماً هو فيه أصغر ، ولا أدحر ، ولا أغيظ منه من يوم عرفة ، وما ذاك إلا
لما رأى من تنزل الرحمة ، وتجاوز الله عن الذنوب العظام )) .
[موطأ مالك عن أبي الدرداء رضي الله عنه]
((
قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخيـر ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) .
[أحمد عن عمرو بن شعيب]
أفضل
شيء تصل إليه في الحج هو التوحيد ألا ترى مع الله أحداً ، ألا ترى زيداً
أو عبيداً ، القوة الكبيرة ، الأمة الطاغية ، الجهة المتغطرسة ، ألا ترى مع
الله أحداً :
﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ .
( سورة هود الآية : 123 )
(( وخيـر ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)) .
[أحمد عن عمرو بن شعيب]
أيها
الأخوة ، موقف عجيب في عرفات ، يغطيه نبات بشري ، مختلف ألوانه ، أغصانه
تلك الأيدي المرفوعة بالدعاء إلى رب الأرض والسماء ، يرى الحاج بين يديه
صورةً مصغَّرةً للمحشر العظيم يوم القيامة ، وعليه أن يستعدَّ له منذ الآن ،
لأن رحلة الحج يعود منها الإنسان إلى وطنه ، ولكن المحشر العظيم يوم
القيامة لا يعود منها الإنسان إلى وطنه ، إنها الرحلة قبل الأخيرة ، محشر
لا يوجد به أي تمايز ، بشر من كل الملل ، والنحل ، والشعوب ، والأقطار ،
والأمصار ، أغنياء وفقراء ، أقوياء وضعفاء ، علماء وجهلاء ، كلهم في مكان
واحد يرفعون أيديهم إلى الله عز وجل .
إنها الرحلة قبل الأخيرة من
أجل أن نستعد للرحلة الأخيرة ، الناس جميعاً بلباس موحد ، وبدعاء موحد ،
وبابتهال موحد ، كلهم ضعاف ، كلهم فرادى ، نموذج مصغَّر للرحلة الأخيرة ،
لقد كان الحج الرحلة قبل الأخيرة استعداداً للرحلة الأخيرة .
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
خطبة الجمعة 1
هيبة ملك
عضو ذهبي
عدد المساهمات
:
767
الجمعة يوليو 27, 2012 2:10 pm
تسلم الأيادي
مجهود ممتاز
وموضوع رائع
للإبداع تميز عندك
تحياتي لك
مواضيع مماثلة
مواضيع مماثلة
»
خطة الجمعة 2
»
لنبداء الجمعة بسورة الكهف
»
أخبار نادي الهلال ليوم الجمعة 13-7-2012 من الصحف
»
غداً الجمعة 200 مليون مشاهد ينتظرون انطلاقة يورو
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع
الرد على المواضيع في هذا المنتدى
::
( القسم الإسلامي )
::
المنتدى الإسلامي العام
::
( القسم الإسلامي )
::
المنتدى الإسلامي العام